
عندما تابعت انباء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا لفت نظري بشدة الحفاوة البالغة التي استقبل بها فخامة الرئيس الرئيس ..
في رأيي أن الذي يستحق الثناء بحق ليس مجرد لقطة عابرة هنا أو صورة التقطت هناك. ..
الموضوع أكبر من هذا بكثير …
العظيم بالنسبة لي بحق هو ” الرهان المصري الرابح ”
كيف أن مصر كانت سابقة وسباقة في قراءة التحولات الكبرى في المشهد العالمي واستطاعت مبكرا جدا أن تحجز لنفسها مكانا لائقا في المعادلة الجديدة التي تتضح للجميع ملامحها يوما بعد يوم وما زال الوقت متسعا كي تتضح أكثر فأكثر …
هذا السبق لا يقل – من وجهة نظري – عن سبق الرئيس الراحل محمد أنور السادات حينما استطاع أن يفهم طبيعة المشهد الدولي ويجيد قراءة الأحداث العالمية ثم يتحرك في عام ١٩٧٣ وما بعدها بهذه الدقة والموضوع وأيضا الجرأة …
مع الأخذ في الاعتبار طبعا أن وضع وقدرات مصر حاليا سمحوا لها بدور أكبر وأكتر تأثيرا من ذي قبل . .
فأنت قد اكتشفت وعرفت مبكرا أن القادم ليس هو زمن ” أمريكا ” وحدها وأن هناك نجوما عالمية جديدة سيكون لها دور أكبر في المستقبل فذهبت لتصيغ وتنشىء ثم توطد علاقات متينة معهم تجعلك في موقع يليق بك ولتكون في قلب الصورة الجديدة استعدادا للوضع العالمي الجديد …
العالم متعدد الأقطاب ….
هذه الرؤية الثاقبة التي اتسمت أيضا بشجاعة القرار هي التي تستحق الإشادة ….
لأن المشهد الأخير ما هو إلا لقطة صغيرة من سياق عام يدعو حقيقة للفخر …
الأهم في هذا الموقف أنك لم تذهب للفاعلين الجدد وانت ضعيف …
لم تذهب وجعبتك خاوية لتتوسل إليهم طالبا منهم أن يشركوك معهم …
أنت ذهبت لتشارك من موقع قوة وندية وتتكلم في مصالح مشتركة ومتبادلة وهذا فرض على الجميع احترامك ….
المرحلة الصعبة أعتقد أنها مرت بأقل الخسائر ..رغم قسوة النتائج …
لكن بالنظر فيما يدور حولنا … نجد أن مصر استطاعت أن تُفشل أكثر من مخطط من أجل توريطها أو دفعها لاتخاذ مواقف عنترية كانت كفيلة بالقضاء على تماسكها وصمودها كما حدث مع دول وكيانات كبيرة …
القادم يتطلب منا أن نستمر حذرين … متماسكين ..
داعمين لقيادتنا وجيشنا … لا نسمح لأحد أن يندس
لإحداث فرقة أو إشعال فتنة تفقدنا التركيز فالقادم صعب ويتطلب وحدة الصف، فالشواهد والأحداث تنبىء عن تحول كبير سوف يشمل العالم كله وفي القلب منه مصر … وهذا قدرها ..
مصر قادرة بإذن الله وعونه ثم بوعي شعب صابر فاهم واع وحكمة قيادة وطنية صادقة مخلصة .. وجيش قوي مرابط
قادرة على أن تصل مصر إلى بر الأمان …
حفظ الله مصر ….






